تطبيق الواقع المعزز الذي يساعد قدماء المحاربين على التعامل مع القلق

ويقول إنه في تلك اللحظات يستطيع تصفيه ذهنه وتهدئة ذكرياته.

يقول ستيف ميلز المقدم في القوات البحرية الأمريكية: ”لا أخشى الذكريات، ولكن علي أن أسيطر عليها.“

قضى ميلز 29 عاماً بالإجمال في القوات المسلحة، 10 منها في دور إطفائي في القوات الجوية، و19 في دوره الحالي ككاهن في القوات البحرية. وقد تجول العالم بسبب خدمته العسكرية، فتم إرساله إلى العراق وأفغانستان، وقضى فترات طويلة على حاملات الطائرات حيث ساعد في إرشاد مدينة عائمة بها آلاف العسكريين. وهو يقدم الدعم للعائلات التي تتلقى أخباراً عن أن الأحباب لن يعودوا إلى الديار، بالإضافة إلى البحارين الذين يصارعون في معارك ضارية بعد عودتهم من مناطق الحروب.

في عام 2008، عاد ميلز من العراق وبدأ العمل لإكمال دراسات الدكتوراه في الخدمة الدينية، والتي ركزت على الضغط الناتج عن القتال. وقد صاحب مجموعة من قدماء محاربي القوات البحرية في فترة إرشاد نفسي لمدة ثلاثة أشهر استخدم فيها آيات الكتاب المقدس كأداة للعلاج. وأثناء دراسته لمساعدة الآخرين على التعامل مع صدماتهم، بدأ يصاب هو أيضاً بنوبات هلع.

وفي الوقت نفسه تقريباً في مكان آخر في البلاد، كانت الصحافية التلفزيونية ساره هيل تواجه هي أيضاً اضطرابات بدأت معها سلسلة من الأحداث التي أدت إلى قيامها بتطوير تطبيق Healium AR.

كانت الصحافية المولودة في ميزوري تقدم تقارير صحافية عن سلسلة لا نهائية من العنف والمآسي طوال ما يقارب العشرين عاماً عندما بدأت تصاب بنوبات الهلع. قالت هيل، ”كنت أعيش بجانب جهاز تتبع اتصالات الشرطة. وفي النهاية، فقد أدى استهلاكي لكل تلك الطاقة السلبية إلى إصابتي بالمرض.“

اتصلت بالدكتور جيف تارانت، وهو صديق لعائلتها واختصاصي علم نفس مؤهل كان يستكشف مجالاً كان يعتبر ناشئاً في تلك الفترة: التغذية الرجعية العصبية. قام بتوصيلها بجهاز مخطط كهربية الدماغ (EEG)، الذي يستخدم أقطاباً كهربائية توضع على فروة الرأس لرسم خريطة للنشاط الكهربي للدماغ. ركّز هيل على القشرة الحزامية الأمامية (ACC) لدى هيل، وهي المنطقة في الدماغ المسؤولة عن التركيز والحفاظ على الانتباه ووظائف أخرى.

يقول تارانت: ”القلق هو ببساطة الاحتفاظ بفكرة أو شعور لفترة طويلة وإعادتها مراراً وتكراراً، ويؤدي ذلك إلى حرارة زائدة في القشرة الحزامية الأمامية لأن الناس يركزون بشدة على أفكار ومشاعر معينة ولا يستطيعون التوقف عن التفكير فيها. وهكذا أردنا أن نرى إن كان بإمكاننا أن نعمل على تهدئتها.“

صمم تارانت برنامجاً لتستخدمه هيل في المنزل عن طريق جهاز لابتوب وأقطاب كهربائية، وكان عليها التركيز على الحفاظ على صورة متحركة لطائرة فوق مستوى معين على الشاشة. وعند نجاحها، كان السبب يرجع إلى أنها قامت بتهدئة نشاط الفص الجبهي من الدماغ، والذي يشمل القشرة الحزامية الأمامية.

ونجح الأمر، فمع مرور الوقت، تمكنت هيل من إيقاف نوبات الهلع والبدء في النوم مرة أخرى.

استمدت هيل الإلهام من تجربتها وبعد فترة تركت العمل في الصحافة وبدأت العمل مع منظمة لقدماء المحاربين تستخدم الواقع الافتراضي والواقع المعزز لنقل من يعجزون عن السفر جسدياً إلى واشنطن العاصمة لزيارة النصب التذكارية الحربية فيها. وخلال تلك التجارب، بدأت هيل في ملاحظة تغير جسدي في قدماء المحاربين.

تقول هيل: ”كان الأمر يظهر على أجسادهم، كانوا يسترخون، وتلين أجسادهم، وبدا أن سرعة تنفسهم كانت تقل. وأنا لست عالمة، لهذا اتصلت بجيف وطلبت منه أن يدرس تأثير هذه التجارب على وظائف أجسام قدماء المحاربين.“

وعملا معاً على استكشاف التأثيرات المحتملة للواقع الافتراضي والواقع المعزز على المزاج والقلق، ثم جمعا مع اكتشفاه مع عملهما ببرنامج التغذية الرجعية العصبية الذي كان تارانت قد صممه قبل سنوات لمساعدة هيل على التغلب على شعورها بالقلق. والنتيجة هي: تطبيق Healium AR.

تقول هيل: ”قمنا بدمج ذلك المبدأ نفسه المتعلق باستخدام التغذية الرجعية العصبية في تطبيق Healium، حيث جمعنا مبادئ تارانت المتعلقة بالدماغ مع قصصنا وإمكانياتنا في تصميم الألعاب، ولكننا أزلنا كل عقبات الدخول وجعلنا الوصول إلى الأمر وفهمه أسهل وأكثر بساطة من خلال Apple Watch ومعدل نبض القلب.“

في وقت سابق من هذا العام، حضرت هيل معسكر Apple لرواد الأعمال، والمصمم لمساعدة الأعمال المبنية على التطبيقات التي أنشأتها وتديرها النساء. وأثناء وجودها في المعسكر، عمل الفريق على إعادة تصميم Healium AR للمساعدة على وصوله إلى عدد أكبر من المستخدمين، وبفعالية أكبر. وقد صدر التطبيق المحدث مؤخراً في App Store.

يؤكد هيل وتارانت سريعاً أن Healium AR لا يعتبر بديلاً للعلاج الطبي أو الدواء. وعلى مدار السنوات الماضية، نشر تارانت ثلاث دراسات مع دراسة رابعة في الطريق تعرض أن التطبيق قادر على تقليل الشعور بالقلق وزيادة الشعور بالرفاه لدى المستخدمين في فترة وجيزة قد لا تزيد عن أربع دقائق.

وهذه ليست مفاجأة بالنسبة إلى ميلز، الذي يعتبر Healium AR الآن من الأدوات التي يستخدمها للحفاظ على صحته، العقلية والجسدية.

يقول ميلز: ”سألني شخص في أحد الأيام، ’كيف تتعامل أيها الكاهن مع كل هذا الموت من حولك؟ ماذا تفعل؟‘" ويتابع قائلاً: ”الأمر متراكم، إنه يتزايد مع مرور الوقت ولكننا نتعلم كيفية التعامل معه. لدي عدة مخارج لمواجهة الأمر، وتطبيق Healium AR مخرج منها.“

هذا يعني الكثير بالنسبة إلى هيل وفريقها.

تقول هيل: ”أشعر بعواطف شديدة عندما أسمع أن له تأثيراً قوياً بهذا الشكل، فما من شيء أعظم من تقديم شيء لشخص يضحي بكل شيء لضمان سلامتنا. إنه شرف لنا أن نفعل هذا من أجل قدماء محاربينا.“